• الأربعاء 21 ماي 2025 - 04:44 مساءً

إني لتعروني رعدة، وتتأوبني رعشة، وأنا أهم بتناول الكلمة فيكم حول المسألة النحوية؛ وإنه قد تكادني من تحضير ما أقول لكم، مثل الذي كان يكتاد عمر بن الخطاب رضي الله عنـه مـن خطبة النكاح. وماذا عَسَيْتُ اليوم أن أقول لكم فيما قيل، وقيل، ولا يزال يقال ...؟ أم يجوز لي أن ألقي الحديث لمن يقننون القول، ويضبطون اللغة، ويُعربون الكلام، ويحصنونه من الخطاء فلا يقع فيه اللحن، ويُجرونه فلا ينتهي إليه المنع، ويُخرجونه حين يعتوره البناء والقيد، وهم أنتم النّحاة العلماء؟ وما أنا بفاعل في متكأكا أبي علقمة، ومجلس أبي الأسود ظالم بن عمرو، ونادي يحي بن يعمر، وبيت سيبويه ومكتبة تلميذ الخليل . . .؟ وهل يجوز لي أن أعمل فيما لا يُعمَل فيه، وأن أشغل مـا هـو متنازع في إعماله فأصير الطين إبريقاً، وأغرب المحكي، وأحكي الْمُعْرَبَ؟ فما أكثر ما حكوا وما أعربوا، وما أكثر ما أجروا وما منعوا.